السبت، 20 فبراير 2010

البطل الثالث

الصعودُ إلي الهاويةْ


كالسقوطِ إلي القمةْ



حمقٌ هناكْ



وعبقريةٌ هنا للهمةْ



المستحيلْ


وقودُ الأبطالْ

والبطلُ يولدُ في كل قرنٍ مرتينْ


الأولْ صنع المعجزةْ



والثاني حولها إلي كومةٍ من الترابْ


وبينهما جمهورٌ لايجيدُ إلا التصفيقْ


أيها الرفيقْ



مازلتُ واقفاً على مفترق الطريقْ


لم أولدْ بطلاً

ولا أملكُ يَدَينْ للتصفيقْ

لكني أملكُ الهمةْ


ولدي فائضٌ من المستحيلْ



أجابني فوق عرشٍ من اليأسْ



لاتنظرْ إلي الخلفْ



فهناكْ يغتابكَ الغرورْ


غرورُ في الخَلْفْ


وفي المقدمةِ اليأسْ


إيها العقلْ


لم أخترْ مصاحبتكْ



ولا أحب الفراقْ



مازلتُ أبحثُ عنها



إمرأة تسقيني من خمرةِ العيونْ



بعد الكأسْ العاشرْ لا أفكرْ



كي لا أكون موجودْ



في مدينةْ اليأسْ



كي أولدُ من جديدْ



لأجلها لا أهتمُ بعبثِ الطريقْ



حنانها شمعةٌ تقهرُ الظلامْ



ورجلها لا يحتاجُ اكثر من شمعةْ



ليكون البطلُ الثالثْ



قاطعني اليأسُ ضاحكاً



هي من المستحيلْ



ياصاحب الهمةْ



إنفجر الواقعُ أيضاً ضاحكاً



كذلك أنت لستَ بطلاً



فقرنكَ قد ولد مرتينْ



وانت ليس لك يدينْ



حينها أيقنتُ



أن لافرقَ بين الهاويةِ والقمةْ

الفكرة

هنا

تتجلى قسوةُ الفكرةْ

تغرس خنجرها في جسدِ


الكتمانْ



تتناثرُ الكلماتْ



على رداءِ الورقْ



يتسخُ لتتطهر الروحْ


هنا قررتُ أن أبوحْ


في داخلي شعوبٌ من المشاعرْ



ملتْ العبوديةْ


إستعبدها شيخٌ تسترَ بالحكمةْ


والثورةُ مصيرٌ حتمي



لمزارعٍ أرادَ تذوقَ التوتْ



لمرةٍ قبل أن يموتْ


هنا


ملَّ من صمتي السكوتْ


هنا


لأول مرةٍ أصرخُ أحبكِ



قبل أن أموتْ



لا للمسافةِ وعبثِ القيودْ



لا للأحلامِ ومقامرةِ الوعودْ



جئتُ إليكِ



تحت تـأثيرِ خمرةِ الشوقْ



أترنحُ وعينيكِ جهاتي الأربعةْ


يدَيَ وعيناكِ جمعٌ غفيرْ


لأضمكِ وأطيرْ



حيث لا أحدْ



إلا أنا وأنتِ



وخدمٌ من العصافيرْ



في قصرِ من زجاجْ



كي لا أفقدِ لذةَ النظرْ



لن أنامْ



فعينيكِ لن تنهي الكلامْ



والفكرةُ في رأسي



إغتالتْ الصمتْ



كي لايولد السكوتْ